بعد مرور أكثر من 12 عامًا على اعتقاله، تصاعدت الدعوات الحقوقية للمطالبة بالإفراج عن السياسي المصري البارز د. محمد البلتاجي، أحد أبرز رموز جماعة الإخوان المسلمين والبرلماني السابق، والذي يقبع في السجن منذ عام 2013 في ظل ظروف اعتقال قاسية وأحكام قضائية متراكمة.
وأعادت منصة “الحرية للجميع – Free Them All” تسليط الضوء على قضية البلتاجي، من خلال مقطع فيديو نشرته على حسابها في منصة “إكس”، تضمن لقطات من مواقفه السياسية قبل الاعتقال وخلال المحاكمات، مرفقًا بعبارة: “من الثورة إلى البرلمان.. ثم إلى سجون مصر منذ 2013. حرية للدكتور محمد البلتاجي”.
🔻 أحكام بالجملة وعزل تام
منذ اعتقاله في أغسطس 2013، واجه البلتاجي سلسلة من المحاكمات بتهم شملت “التحريض على القتل”، و”التخابر”، و”قيادة جماعة إرهابية”، وأسفرت عن أكثر من 170 سنة سجن وثلاثة أحكام بالإعدام، بحسب منظمات حقوقية. وقد أيدت محكمة النقض حكم الإعدام بحقه في قضية فض اعتصام رابعة عام 2021.
لكن القضية لا تقتصر على الأحكام، إذ يعاني البلتاجي من العزل الانفرادي التام، وحرمانه من الزيارات والتواصل مع العالم الخارجي، في انتهاك صارخ للحقوق الأساسية للمعتقلين.
🔻 استهداف عائلي.. ومأساة مستمرة
الانتهاكات طالت أيضًا عائلته:
- ابنته أسماء البلتاجي، البالغة 17 عامًا، قُتلت برصاص قوات الأمن أثناء فض اعتصام رابعة في أغسطس 2013، وأصبحت صورتها أيقونة للمجزرة.
- ابنه أنس البلتاجي، اعتُقل نهاية 2013، ولا يزال في السجن رغم حصوله على براءة نهائية من تهمة “التحريض على العنف”، ويخضع للتدوير المستمر في قضايا جديدة، بالمخالفة للقانون.
🔻 مسيرة سياسية ونضالية
وُلد محمد البلتاجي عام 1963، وتخرّج من كلية الطب بجامعة الأزهر، ليبدأ مسيرته في العمل العام منذ أن كان رئيسًا لاتحاد طلاب الجامعة. وبرز كأحد الوجوه البرلمانية المدافعة عن الحريات الأكاديمية والسياسية منذ دخوله البرلمان عام 2005، وكان من المؤسسين الأوائل لحركات سياسية معارضة مثل “كفاية” و”مصريون من أجل انتخابات حرة”.
كما كان عضوًا في الجمعية الوطنية للتغيير التي مهّدت لثورة 25 يناير، ثم شارك في تأسيس حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، وانتُخب نائبًا برلمانيًا مجددًا في أول برلمان بعد الثورة عام 2011.
قضية محمد البلتاجي تمثل نموذجًا لحالة التصفية السياسية والقضائية التي يواجهها المعارضون في مصر بعد 2013، وسط مطالب متزايدة بإطلاق سراحه وسراح الآلاف من المعتقلين السياسيين، ووقف الانتهاكات المستمرة داخل السجون.
هل ترغب في نسخة مختصرة لتويتر أو منشور بصيغة كابشن سوشيال ميديا؟