أعلنت فرقة الروك الألمانية الشهيرة “سكوربيونز” عن إقامة حفل موسيقي في مصر، يوم 15 أكتوبر/تشرين الأول المقبل، بالعاصمة الإدارية الجديدة، ضمن جولتها العالمية “Coming Home – 60 Years of Scorpions” التي تشمل مدناً متعددة، من بينها أبوظبي، لاس فيغاس، وموناكو.
غير أن الإعلان عن الحفل أثار موجة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، وسط انتقادات واتهامات للفرقة بالتورط في التطبيع الثقافي مع إسرائيل، وذلك بسبب مشاركاتها السابقة في حفلات داخل تل أبيب وظهورها بجانب العلم الإسرائيلي، بالإضافة إلى تصريحات لأعضاء فيها عبّروا خلالها عن “تعاطفهم مع ضحايا إسرائيل” دون التطرق لجرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين، خصوصًا في غزة.
“صمت على الإبادة” وانتقادات لاذعة
وانتقد نشطاء ومثقفون إقامة الحفل في وقت تتواصل فيه الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والتي خلّفت حتى الآن أكثر من 50 ألف ضحية من النساء والأطفال، في حين تلتزم الفرقة، بحسب قولهم، “صمتًا تامًا تجاه المجازر والإبادة الجارية”، معتبرين مشاركتها في تل أبيب وتجاهلها للضحايا الفلسطينيين “انحيازًا سياسيًا تحت غطاء فني”.
النقابة ترد: “الفرقة أجنبية”
في المقابل، قال مصدر من نقابة المهن الموسيقية في تصريح لصحيفة “العربي الجديد” إن “الفرقة ليست عربية حتى يُقال إنها تطبّع”، مشيرًا إلى أن جميع التصاريح الخاصة بالحفل صدرت بصورة طبيعية، نظرًا لشهرة الفرقة الواسعة، وأن الحفل سيُقام في موعده المقرر.
ومن المقرر أن تحيي “سكوربيونز” أيضًا حفلًا موسيقيًا في أبوظبي خلال عام 2025، وذلك بعد غياب دام ثماني سنوات عن الإمارات، ضمن الجولة التذكارية ذاتها.
تاريخ فني مثير للجدل
تُعد فرقة “سكوربيونز”، التي تأسست عام 1965 على يد عازف الغيتار رودولف شينكر، من أبرز الفرق الموسيقية في تاريخ الروك، واشتهرت بأغانٍ مثل “Wind of Change” و*”Still Loving You”* و*”Rock You Like a Hurricane”*، إلا أن تاريخها الفني في إسرائيل لا يزال يثير انتقادات حادة في العالم العربي.
دعوات متجددة للمقاطعة الثقافية
ويأتي هذا الجدل بعد أشهر من إلغاء حفل منسقة الموسيقى الألمانية “ماري مونتكسير” في القاهرة، عقب حملة شعبية رافضة لمواقفها المعلنة في دعم الاحتلال واتهامها للمقاومة بـ”الإرهاب”، حيث أصدرت حركة مقاطعة إسرائيل (BDS) بيانًا وثّقت فيه مواقفها وطالبت بإلغاء الحفل، وهو ما استجابت له الجهات المنظمة.
وتتجدد اليوم في مصر ودول عربية أخرى دعوات لتدقيق خلفيات الفنانين الأجانب قبل دعوتهم لإحياء حفلات جماهيرية، في ظل تنامي حركة المقاطعة ورفض التطبيع الفني مع الاحتلال، الذي لا يزال يرتكب جرائم واسعة بحق الشعب الفلسطيني.