في إطار تحركاته السريعة للتخفيف من تداعيات حريق سنترال رمسيس، أعلن البنك المركزي المصري، اليوم الثلاثاء، عن تمديد مواعيد عمل بعض فروع البنوك حتى الساعة الخامسة مساءً بدلاً من الثالثة عصراً، خلال أيام العمل الرسمية، وذلك لضمان استمرارية تقديم الخدمات المصرفية بعد تعطل جزئي في أنظمة الاتصالات.
وأوضح البنك في بيان رسمي أن كل بنك سيحدد الفروع التي ستطبق عليها التمديدات، بحسب احتياجات العملاء والتوزيع الجغرافي، خصوصًا في المناطق التي تأثرت بانقطاع أو ضعف خدمات الإنترنت والاتصال.
مواعيد مرنة للفروع داخل المولات والنوادي والفنادق
وتضمنت التعليمات الجديدة مواعيد عمل مرنة للفروع داخل المراكز التجارية والنوادي والفنادق، حيث ستعمل الفروع في المولات من الساعة 11 صباحًا حتى 8 مساءً طوال أيام الأسبوع، بما في ذلك يومي الجمعة والسبت، في حين ستغلق الفروع ذات الأبواب المطلة على الشارع في الخامسة مساء خلال الأيام الرسمية فقط.
أما الفروع الموجودة داخل النوادي والفنادق، فستواصل عملها حتى الثامنة مساءً، مع استمرار خدمات استبدال العملة خارج ساعات العمل الرسمية، وفقًا لسياسة كل بنك.
خطة طوارئ مصرفية لضمان الاستقرار
وأكد البنك المركزي أن هذه الإجراءات تأتي ضمن خطة طوارئ لضمان استقرار المعاملات المالية اليومية وتيسير وصول المواطنين إلى الخدمات البنكية الأساسية، لحين عودة الخدمات الرقمية والاتصالات إلى طبيعتها بشكل كامل.
وكان البنك الأهلي المصري قد أصدر بيانًا صباح اليوم، اعتذر فيه عن تعطل بعض خدماته الرقمية نتيجة الأزمة، وأكد أن فرق العمل تواصل جهودها بالتنسيق مع الجهات المختصة لإعادة تشغيل الأنظمة بأعلى كفاءة وفي أسرع وقت ممكن.
جهود مكثفة لإصلاح الأضرار وعودة تدريجية للخدمات
في السياق ذاته، تتابع وزارة الاتصالات أعمال الصيانة لإصلاح الأضرار الناتجة عن الحريق، فيما أعلن وزير الاتصالات، عمرو طلعت، أن عودة الخدمات تجري تدريجيًا خلال 24 ساعة، متوقعًا استقرار أنظمة الاتصالات البنكية بالكامل خلال اليومين المقبلين.
وبحسب تصريحات مسؤول مصرفي لـ”رويترز”، تستمر المتابعة الفنية الدقيقة بين البنوك والجهاز القومي لتنظيم الاتصالات والشركة المصرية للاتصالات لتأمين الربط الإلكتروني ومعالجة الأعطال.
حريق يكشف هشاشة البنية التحتية الرقمية
ويُعد سنترال رمسيس من أكبر مراكز الاتصالات في مصر، وقد تسبب الحريق – الذي اندلع عصر الإثنين – في تعطيل واسع للبنية الرقمية، شمل انقطاع الإنترنت الثابت والمحمول في مناطق متعددة، إلى جانب توقف التداول في البورصة لأول مرة منذ عام 2011، وتأخير عشرات الرحلات الجوية بمطار القاهرة، وتعطّل مؤقت في الخدمات البنكية.
ورغم السيطرة على الحريق مساء أمس، استمرت فرق الدعم الفني بالعمل على مدار الساعة لضمان استعادة الخدمات الحيوية، مع تأكيد رسمي بأن مصر تعتمد على شبكة واسعة من السنترالات البديلة لتقليل أثر الانقطاع وضمان استمرارية الخدمات.