أنهت البورصة المصرية تعاملات الخميس على تراجع جماعي حاد، متأثرة بالتوترات المتصاعدة في الشرق الأوسط، وخاصة بين إسرائيل وإيران، وسط ترقّب المستثمرين لأي بوادر انفراج سياسي قد تخفف من حالة القلق المسيطرة على الأسواق.
وسجّل المؤشر الرئيسي EGX30 هبوطًا بنسبة 1.6% مغلقًا عند مستوى 30,345 نقطة، متأثرًا بموجة بيعية واسعة قادها المستثمرون المصريون والأجانب، خصوصًا في قطاعات البنوك والعقارات والاتصالات، فيما تراجع سهم البنك التجاري الدولي (CIB) – صاحب الوزن الأكبر في المؤشر – بنسبة 1.26%، ما ساهم في تعميق خسائر الجلسة.
تباين في أداء المؤشرات الأخرى
ورغم التراجع في EGX30، أظهرت مؤشرات الأسهم الصغيرة والمتوسطة بعض المقاومة؛ حيث صعد مؤشر EGX70 بنسبة 0.42% ليغلق عند 9078 نقطة، وارتفع EGX100 بنسبة 0.29% ليسجل 12,337 نقطة، مدعومًا بأداء بعض أسهم المضاربات.
وسجلت قيم التداول انخفاضًا حادًا إلى نحو 517 مليون جنيه فقط، لتعدّ واحدة من أضعف الجلسات من حيث السيولة منذ بداية الشهر، في ظل تحفّظ واضح من المتعاملين خشية اتساع رقعة التصعيد في الإقليم.
الدولار مستقر.. والأسواق تترقب
على صعيد سوق الصرف، استقر سعر الدولار أمام الجنيه المصري في البنوك الرسمية، مسجلًا 50.48 جنيهًا للشراء و50.61 جنيهًا للبيع لدى البنك المركزي، مع تباينات طفيفة بين البنوك الأخرى. وبلغ أعلى سعر بيع في مصرف أبو ظبي الإسلامي عند 50.68 جنيهًا، فيما استقر السعر في السوق الموازية عند نحو 50.5 جنيهًا، مدعومًا بتراجع الطلب التجاري وتشديد الرقابة على تداول النقد الأجنبي.
قراءة في أسباب التراجع
يرى محللون أن الأداء الضعيف للبورصة يعكس حالة من الترقب والقلق في صفوف المستثمرين، في ظل تصاعد المخاطر الجيوسياسية، والتي تدفع المؤسسات المالية لتقليص انكشافها على الأصول عالية المخاطر في الأسواق الناشئة، ومنها السوق المصري.
كما تحاول الحكومة المصرية، بالتنسيق مع البنك المركزي، احتواء أي تداعيات مفاجئة على سوق الصرف أو تدفقات رؤوس الأموال، مع الاعتماد على احتياطي النقد الأجنبي للتعامل مع الصدمات المؤقتة.
توقعات حذرة للجلسات المقبلة
وسط ضبابية المشهد الإقليمي، يتوقع المحللون أن تظل تحركات السوق محدودة خلال الأيام المقبلة، إلى أن تتضح مسارات التصعيد أو التهدئة في المنطقة، ما يجعل البورصة شديدة الحساسية لأي أخبار خارجية قد تُعيد رسم خريطة المخاطر.