تجمع عشرات مرضى السرطان في شمال غرب سوريا بالقرب من معبر “باب الهوى” الحدودي مع تركيا في اعتصام مفتوح، احتجاجا على عدم إدخال مرضى السرطان للعلاج ضمن المشافي التركية.
ويعاني نحو 3300 شخص من مرض السرطان في مناطق سيطرة المعارضة شمال غرب سوريا، تشكل النساء والأطفال 65% منهم، وسط تحذيرات من أن أعداد المصابين تفاقم خلال الأشهر الخمسة الماضية، حيث تم تسجيل 608 حالات جديدة بينها 373 طفلا وامرأة، وبمعدل ثلاث حالات يومية.
وقالت مديرية الصحة في إدلب، إن عدد مرضى السرطان الذين يحتاجون إلى دخول فوري وتلقي العلاج في المشافي التركية بلغ 867 مريضا بالسرطان، مشيرة إلى أن 259 حالة سابقة فقط تمكنت من تلقي العلاج في المشافي التركية، وهي جميعها حالات كانت تتلقى العلاج في تركيا قبل كارثة الزلزال.
وأضافت أن نصف العدد الإجمالي للمصابين بمرض السرطان، يتلقون العلاج الكيماوي في مشافي شمال غرب سوريا، لكن جميع المرضى بحاجة إلى علاج شعاعي داخل المشافي التركية، نظرا لعدم توفر المعدات اللازمة في سوريا.
وأكد مدير صحة إدلب زهير القراط، أن هناك مساعي لإنشاء مركز تخصصي لعلاج الأورام السرطانية في مناطق سيطرة المعارضة، إذ أبدت العديد من المنظمات الإنسانية رغبتها في العمل ضمن المشروع، بعد اكتشاف وجود فجوة كبيرة في علاج مرضى السرطان.
وأشار إلى أن الكلفة الإنشائية لتجهيز مركز علاج لمرض السرطان تتطلب تأمين مبالغ من المانحين الدوليين، إذ تتراوح كلفة الإنشاء من 5 إلى 6 ملايين دولار، موضحا أن التحضير الكامل للمركز قد يستغرق سنة ونصف ليكون المركز قادرا على استقبال وعلاج المرضى.
ودعا ناشطون سوريون إلى تشكيل وفد أممي لدراسة أسباب التزايد المرعب لمرض السرطان في الشمال السوري، مؤكدين أن الزيادة المخيفة في أعداد المرضى شمال سوريا تستدعي تدخلا دوليا عاجلا للوقوف على أسباب تشخيص نحو 4 حالات يوميا.
وأرجع ناشطون في المجال الطبي ارتفاع أعداد الإصابات بمرض السرطان شمال سوريا إلى أسباب عدة أبرزها مخلفات الحرب واستمرار قصف النظام السوري والطائرات الروسية، وسط مخاوف من احتواء المواد الغذائية ضمن المساعدات الإنسانية على مواد تسبب المرض.
وناشدت حملة “أنقذوا مرضى السرطان” الحكومة التركية النظر بعين الرحمة إلى مرضى السرطان وتسهيل دخولهم الفوري إلى المستشفيات التركية وإيجاد آلية مستدامة لذلك تكفل تحقيق السرعة في دخول المرضى وعودتهم عند كل جلسة أسوة بآلية دخول موظفي المنظمات أو التجار.
وطالبت المجتمع الدولي بالإسراع في إيجاد آلية جديدة لتقديم المساعدات الإنسانية عبر الحدود ومنها المساعدات الطبية الخاصة بمرضى السرطان أو الأمراض المستعصية الأخرى أو إنشاء مراكز علاج متنقلة لمعالجة أصحاب هذه الأمراض باعتبارهم من “الفئات الضعيفة” التي تحتاج إلى مساعدات إنسانية خاصة.