أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأربعاء، أن حجم الشحن عبر قناة السويس قد تراجع، مما يؤثر سلباً في اقتصاد مصر، الدولة الصديقة لروسيا.
وقال بوتين خلال كلمته في منتدى الاستثمار “روسيا تنادي” الذي ينظمه بنك “في.تي.بي”: “حجم البضائع التي تمر عبر قناة السويس قد انخفض، وهذا يثير أسفنا. وليس فقط لأن الاقتصاد المصري يعاني، بل لأن هناك خسائر كبيرة، حيث انخفضت إيرادات الميزانية بنسبة تصل إلى الثلث”.
وأضاف بوتين أن هذا التراجع يرتبط بشكل رئيسي بالمخاطر الجيوسياسية، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة “تتصرف بشكل نشط وعدواني في منطقة الشرق الأوسط، مما يؤدي إلى ردات فعل من قوى المقاومة في تلك المنطقة”. في السياق تقول أولغا بولياكوفا، صحافية روسية في موسكو، لـ”العربي الجديد” إن “تصريح الرئيس بوتين حول تراجع حجم الشحن عبر قناة السويس يبرز الاهتمام الروسي بالعلاقات الاقتصادية مع مصر، كما يبرز أن روسيا تراقب الوضع الاقتصادي للدول الصديقة، مما يعكس نية التعاون وتعزيز الشراكات التجارية”.
وأضافت بولياكوفا: “كما أن تسليط الضوء على التحديات التي تواجهها مصر يمكن أن يؤدي إلى مبادرات مشتركة لدعم الاقتصاد المصري وتحسين الظروف التجارية. ومن ناحية أخرى، فإن الإشارة إلى تأثير السياسة الأميركية قد تعكس عدم الاستقرار في المنطقة، مما يزيد من المخاوف بشأن مستقبل الاقتصاد المصري”.
وانطلقت اليوم الأربعاء في العاصمة موسكو فعاليات منتدى الاستثمار الخامس عشر “روسيا تنادي”، بمشاركة واسعة من الساسة ورجال الأعمال. وينظم المنتدى، الذي يستمر على مدار يومين، بنك “في.تي.بي”، وسيتركز هذا العام على موضوع “مستقبل رأس المال ورأس مال المستقبل”. ويُعقد منتدى “روسيا تنادي” سنوياً منذ عام 2009، حيث يناقش القضايا الحيوية التي تواجه قطاعات الاقتصاد والمال على مستوى العالم. ويعتبر المنتدى منصة مهمة لمناقشة الاتجاهات الرئيسية في الاقتصاد الكلي، واستكشاف خيارات التنمية، وتعزيز السيادة المالية لروسيا.
وفي شهر سبتمبر/أيلول الماضي أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن حجم التبادل التجاري بين روسيا ومصر شهد زيادة ملحوظة خلال العام الماضي، حيث بلغ أكثر من 7 مليارات دولار، مما يعكس تفاؤل البلدين بشأن تعزيز علاقاتهما الاقتصادية.
وفي مؤتمر صحافي عُقد في موسكو، عقب محادثاته مع نظيره المصري بدر عبد العاطي، أكد لافروف أن “الديناميكية الإيجابية للتعاون التجاري والاقتصادي تلهمنا جميعاً. لقد تجاوز حجم التبادل التجاري بين بلدينا ما جرى تحقيقه في السنوات السابقة، ونعمل جاهدين للحفاظ على هذه الاتجاهات الإيجابية وتعزيزها”. وأشار لافروف إلى أن الجانبين قاما بتقييمٍ عالٍ لعمل اللجنة الحكومية المشتركة الروسية المصرية، مضيفاً أن عبد العاطي التقى في موسكو مع وزير التجارة والصناعة الروسي أنطون أليخانوف، الذي يرأس الجانب الروسي في اللجنة.
وتناول لافروف خلال المحادثات مشروع محطة الطاقة النووية “الضبعة”، بالإضافة إلى إنشاء منطقة صناعية روسية في مصر بمنطقة قناة السويس. وأكد أهمية مناقشة قضايا تتعلق بتوريد المنتجات الزراعية الروسية إلى السوق المصري، مشيراً إلى استقرار هذه الإمدادات.