توفي الشاعر السعودي الشهير بخيت السناني، إثر تعرضه لحادث سير قرب المدينة المنورة غربي المملكة، قبل يومين.
السناني أحد أشهر شعراء فن “المحاورة” في السعودية، شارك في حفل زواج بمحافظة الحناكية (120 كم عن المدينة المنورة) مساء الأربعاء، وتعرض لحادث سير فجر الخميس، ليفارق الحياة بعد ساعات من نقله إلى المشفى بحالة حرجة.
وفي آخر الأبيات التي شارك بها في حفل الزفاف، قال الراحل السناني: “صحيح القدس محتلة.. وأنا واقف بوجه وجاه.. لكن إنت متِقدر تلتفت فيها من الذلة”.
والراحل السناني الذي ينتمي إلى قبيلة “جهينة”، يلقب بين محبي “شعر المحاورة” بـ”حكيم الشعراء”، وله أبيات شهيرة باللغة العربية الفصحى، واللهجة العامية.
ومن أبرز أبياته الروحانية قوله “ألا يالله يا رب البرية.. تغفر الذنب وتغفر الخطية.. تسامحني ولا تغضب عليّه.. وصلى الله على الهادي وسلم”.
واللافت أن السناني الذي نجا من الموت بأعجوبة بعد تعرضه لحادث سير عام 2010، توقع أن يلقى حتفه بذات الطريقة.
وقال في أبيات: “أنا لي ثلاثة شهور من شدة التفكير.. أمرّ الإشارة والعة (حمراء) وأتعداها.. ونجّاني الله من حوادث مرور السير.. وأكيد أن لي لحظة وداع أتحرّاها (أنتظرها)”.
يقول الشاعر بخيت السناني
انا لي ثلاث شهور من شدة التفكير
امر الإشاره والعه وتعداها
ونجاني الله من حوادث مرور السير
واكيد ان لي لحظة وداع اتحراها
وخلال السنوات الماضية، فقدت ساحة “المحاورة” في السعودية مجموعة من أبرز الشعراء الذين قضوا في حوادث سير قاتلة خلال تنقلهم بين محافظات المملكة للمشاركة في إحياء حفلات زفاف.
وفن “المحاورة” هو من التراث الشعبي في دول الخليج العربي، ودائما ما تكون القضايا المعاصرة -لا سيما قضية فلسطين- حاضرة فيه.
وبعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، حضرت القضية الفلسطينية عدة مرات بين شعراء “المحاورة”.
وفي حفل أقيم بمكة المكرمة، قال الشاعر البارز تركي الميزاني: “ترا غزة تباشرها القنابل كل صبح وليل.. ولا ظني يبا يبقى من الأجيال فيها جيل”.
وتابع: “عسى الله يلعن إسرائيل واللي يدعم إسرائيل”، وهو ما ألهب حماس الحضور الذين رددوا الأبيات من خلفه.
في حين رد الشاعر محمد العازمي في محاورته الشعرية مع الميزاني، قائلا: “أبا وصيك وانت يالمطيري لا توصيني.. أشوف اللي تشوف ولا غفل عنهم نظر عيني.. عسى ربي يفرج كربة الشعب الفلسطيني”.