تسببت عدم استجابة المصريين لدعوات “ثورة الكرامة” إلى التظاهر، للمطالبة برحيل رئيس النظام عبدالفتاح السيسي، والتي كان مقررا لها الانطلاق من جميع مساجد مصر، الكثير من التساؤلات، خاصة أن دوافع النزول للشارع وأسباب الثورة قائمة، حيث يعيش المصريون أكثر فترات عصرهم الحديث ضيقا وحنقا على الأوضاع.
جدير بالذكر أنه إزاء أوضاع سياسية واقتصادية ومعيشية واجتماعية قاسية، يعيشها أكبر شعب عربي سكانا (106 ملايين نسمة في الداخل)، تتفاقم علامات ومؤشرات الغضب من رأس النظام، وتتابعت المطالبات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، للمصريين بالتظاهر، والمطالبة برحيل السيسي.
يشار إلى أن آخر تلك الدعوات دعوة “ثورة الكرامة” التي طالبت المصريين بالخروج والتظاهر ضد السيسي من كل مساجد مصر الجمعة 12 يوليو الجاري، وهي الدعوة التي لم تجد أي صدى لها في الشارع المصري، لكن النظام قابلها بحالة من الاستنفار الأمني في جميع أرجاء البلاد.

بجانب دعوة تظاهرات الجمعة، انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي بيان يحمل مطالب تظاهرات “طوفان مصر” في 16 أغسطس المقبل، التي تضم وفق البيان ما دعاهم بالضباط الأحرار من داخل الجيش والداعمين للمظاهرات، والمطالبين بتنحي السيسي.
فيما قال السياسي والإعلامي المصري خالد الشريف: “هذه دعوات عبثية تضر أكثر مما تنفع”، أن “الشعب، نعم يعاني والغضب مكتوم بين ضلوعه يكاد ينفجر في أي لحظة من هذه السلطة الغاشمة”.
القيادي في حزب “البناء والتنمية”، تابع: “لكنه في ذات الوقت هو صاحب القرار، وسيد الموقف، ينفجر ويخرج وقتما يريد ويختار الوقت المناسب، لا أحد يفرض عليه دعوات الخروج والغضب”.
ولفت إلى أن “الأمر الثاني، يتعلق بالقوى الوطنية والطليعة الثورية”، مؤكدا أنها “طرف أصيل في الصراع مع الاستبداد، لا يمكن تغافله، وهي صاحبة الحراك على الأرض بدونها لا يكتمل حراك الثورة”.