ظهرت في مقرّ نيابة أمن الدولة العليا في مصر، اليوم الخميس، معتقلات مصريات جديدات على ذمّة قضية “جروب مطبخنا”، متّهمات بإعداد الطعام للمعتقلين السياسيين وإيصاله إلى سجونهم.
وبذلك يرتفع عدد المعتقلات على ذمّة القضية إلى 37، علماً أنّ العدد الذي ظهر اليوم هو 31 معتقلة. وقد قرّرت نيابة أمن الدولة العليا حبسهنّ جميعاً على ذمّة التحقيقات في القضية، بعد أن وجّهت إليهنّ تهماً بتمويل جماعات محظورة وتلقّي تبرّعات وجمعها من خارج إطار القانون، بالإضافة إلى إعداد طعام لمعتقلين سياسيين، الأمر الذي يُعَدّ دعماً لهم.
وقد تقدّمت هيئة الدفاع عن ستّ معتقلات مصريات على ذمّة التحقيقات في قضية “غروب مطبخنا”، في وقت سابق، بشكوى إلى النائب العام في مصر محمد شوقي عياد لمنعها من حضور جلسة التحقيقات الماضية مع المعتقلات وإصدار قرارات تجديد حبسهنّ في غياب هيئة الدفاع عنهنّ.
وعبّرت هيئة الدفاع عن هؤلاء المعتقلات المصريات الستّ عن تخوّفات لديها من تعمّد منع محاميها من حضور التحقيقات، خصوصاً بعد إبلاغهم في الجلسة الماضية بنقل إحدى المعتقلات في القضية إلى مستشفى السجن على أثر تعرّضها لأزمة صحية من دون ذكر تفاصيل، وبعد رفض نيابة أمن الدولة إخلاء سبيل المعتقلة التي تعرّضت لأزمة صحية لقاء أيّ ضمانة بناءً على طلب من الدفاع. كذلك، تأتي التخوّفات استناداً إلى تعدّ سابق على إحدى المعتقلات بالضرب.
وكانت هيئة الدفاع عن المعتقلات المصريات الستّ قد ذكرت لـ”العربي الجديد”، في أغسطس/ آب الماضي، أنّ النيابة المصرية لا تمكّن المحامين من الاطلاع على محضر التحريات الأمنية في القضية وعلى قائمة المتّهمات فيها، ولا معرفة الأدلّة المزعومة في المحضر ولا طبيعتها، وذلك منذ اعتقالهنّ قبل أشهر عدّة. وأوضحت أنّ سير القضية كان بظهور خمس من المعتقلات في جلستَي تحقيق سابقتَين في مقرّ نيابة أمن الدولة، تعرّضنَ للإخفاء القسري في مقارّ الأمن الوطني (أمن الدولة سابقاً) لفترات تراوحت ما بين شهر وثلاثة أشهر، وقد سبق ذلك تقديم بلاغات وإخطارات بخصوصهنّ في مصر.
وأضافت هيئة الدفاع أنّ معتقلات مصريات من بين هؤلاء تعرّضنَ للضرب، من بينهنّ طبيبة، علماً أنّها سُحلت خلال إلقاء القوات الأمنية القبض عليها في منزلها. وأوضحت الهيئة أنّ هؤلاء المصريات حُبسنَ على ذمة القضية رقم 2976 لسنة 2022 حصر أمن دولة عليا، بعد أن وُجّهت إليهنّ تُهم “جمع التبرّعات وتمويل أعضاء في جماعات محظورة”.
وتحمل القضية اسم “غروب مطبخنا”، علماً أنّ المصريات المعنيّات بها يشكّلنَ مجموعة وقد رحنَ يجمعنَ المال من بعضهن، بهدف إعداد طعام للمعتقلين في السجون وإرساله إليهم. وفي كلّ مرّة، كانت واحدة منهنّ تزور أحد ذويها من المعتقلين السياسيين، وتحمل معها الطعام المجموع بعد إعداده لكلّ المعتقلين في السجن نفسه. وبحسب ما خلصت إليه التحريات الأمنية ومن بعدها نيابة أمن الدولة العليا، فإنّ ذلك يُصنَّف “جمع تبرّعات وتمويل لعناصر وجماعات محظورة”، وقد أُعدّت قضية “تمويل” قُبض خلالها على عدد من المصريات، من بينهنّ إسراء أيمن محمود الروبي التي تمّ تتبّعها بعدما فتحت حساباً مصرفياً خاصاً بها.