طالب الدكتور عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق وأستاذ القانون الدولي، السلطات المصرية بإجراء تحقيقات في الظاهرة التي تُسمى “التنسيق الأمني” من أجل خروج بعض الأهالي من قطاع غزة إلى مصر عبر معبر رفح، من خلال دفع مبالغ مالية لوسيط أو سمسار يُسهّل عملية العبور.
وتابع الأشعل”: “هذه الظاهرة الخطيرة يجب التحقيق فيها من قِبل الجانب المصري؛ لأنها تُلحق ضررا بليغا بضباط الجيش المصري، وضباط الشرطة العاملين في معبر رفح، وأظن أن هذه الظاهرة فرضتها ظروف تقاطر الفلسطينيين عبر المعبر من أجل العلاج، مع قلة عدد الموظفين، ووجود شخصيات أخرى خارج الجانب الفلسطيني والمصري تستغل الأوضاع الراهنة”.
من جانبه، شدّد المسؤول السابق على أن “معبر رفح هو المعبر الوحيد الذي يربط غزة بالعالم الخارجي، لذا فهو بمثابة الرئة التي تتنفس بها غزة من زاوية مصر؛ فبقية المعابر إسرائيلية، وتدخل إلى إسرائيل مباشرة”.
ولفت إلى أن “حصار غزة شامل وخانق للغاية، والمؤن لا تدخل إلا بموافقة إسرائيل، سواء من المعابر الإسرائيلية أو من معبر رفع، لذا فإن إسرائيل تتحكم تماما فيما يدخل إلى غزة، وهذا أدى إلى تضييق كبير جدا”.
وأكد على أن الاحتلال الإسرائيلي لديه استراتيجية راسخة، وهي القضاء على غزة؛ بسبب وجود قيادة المقاومة الميدانية فيها، ولذا فإن إسرائيل ومنذ وصول حماس إلى السلطة عقب انتخابات 2006، شرعت في فرض الحصار في يناير 2007 بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية، أو بالأحرى من خلال “مؤامرة” بين السلطة وإسرائيل، وبمشاركة بعض الدول الإقليمية والغربية.
وأضاف الدبلوماسي السابق على أن الاحتلال الإسرائيلي من الناحية القانونية يعتبر مُحتل لغزة، حتى وإن سحب منه المستوطنات وقوات الجيش الإسرائيلي؛ لأن معيار الاحتلال هو السيطرة الكاملة، برا وجوا وبحرا؛ فلا تترك أي مجال لغزة لكي تتنفس، ومعبر رفح هو الرئة الأخيرة الباقية لغزة؛ فبقية المعابر إسرائيلية، وتدخل إلى إسرائيل مباشرة.
وشدد على أنه ليست هناك اتفاقات دولية، الاتفاقية الوحيدة التي تنظم عمل المعبر هي اتفاقية مع الاتحاد الأوروبي وإسرائيل في عام 2005 عندما أجلت إسرائيل قواتها جلاءً جزئيا عن غزة قبل أن يسقط «شارون» مريضا بالمرض الذي أنهى حياته.
وأشار إلى أن هذا الاتفاق ينظم دخول الفلسطينيين إلى المعبر من الجانب الفلسطيني، ولم تكن إسرائيل طرفا في الاتفاقية، وإنما كانت السلطة الوطنية الفلسطينية، والاتحاد الأوروبي، وسبب دخول الاتحاد الأوروبي هو العلاقة المباشرة بين مصر والسلطة الفلسطينية.