قضت المحكمة الاقتصادية المصرية، الثلاثاء، بمعاقبة مصممة الجرافيك غادة والي بالحبس 6 أشهر وغرامة 10 آلاف جنيه وتعويض مؤقت قدره 100 ألف وواحد جنيه، على خلفية اتهامها بسرقة أربع لوحات من أعمال الفنان التشكيلي الروسي، جورجي كوراسوف، واستخدامها في جداريات محطة مترو كلية البنات في العاصمة القاهرة بمباركة من الحكومة.
وحضر جلسات القضية الوكيل القانوني للفنان الروسي، الذي طالب بتوقيع العقوبات المحددة في القانون المصري ضد المتهمة، وكذلك تعويض موكله جرّاء ما وقع عليه من تعدٍّ على الحقوق الملكية والفكرية.
كما حضر دفاع غادة والي، الذي دافع عن موكلته بأنها لم تتعدَّ على حقوق الفنان الروسي، وأن التشابه في الرسومات لا يعني سرقة الأعمال الفنية، مصرًّا على أنه أمر متعارف عليه في هذا النوع من الفنون.
وفي 24 سبتمبر/أيلول الماضي، أمر النائب العام بفتح تحقيق في اتهام كوراسوف لوالي بسرقة أعماله، وكلّف نيابة الشؤون الاقتصادية وغسل الأموال بالتحقيق وفحص الملفات الخاصة بواقعة السرقة.
وقرّرت النيابة بدورها استدعاء المحامي، أحمد حسن العطار، بصفته الوكيل القانوني للفنان الروسي ومقدم البلاغ نيابة عنه، لسماع أقواله وتلقي ما لديه من وثائق تدعم موقفه في واقعة سرقة لوحات موكله.
واتّهم كوراسوف غادة والي بسرقة أربع لوحات من أعماله، بمباركة من الحكومة، في وقت التزمت الأخيرة الصمت تماماً، لا سيما بعد نشر تقارير موثقة عدة عن تورطها في سرقة تصاميم مشروع الهوية البصرية لمحافظة الأقصر، وغلاف فيلم “الأصليين” الذي أنتج عام 2017.
وقال الفنان الروسي، إن لوحاته المسروقة متاحة في الموقع الإلكتروني الخاص به، ثلاث منها في قسم الأصول المبيعة، والرابعة في قسم الأصول المتوفرة، مشيراً إلى أن إحداها ليست مستوحاة من مصر القديمة، وإنما اليونان القديمة، وهي رسم لـ”زوجة بينلوب” في ملحمة “هوميروس”، غير أن المصممة المتهمة بالسرقة نقلتها و”كأنها مستوحاة من الحضارة المصرية القديمة”.
ويذكر أن رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي احتفى بالمصممة المتهمة بالسرقة في “منتدى شباب العالم” في شرم الشيخ عام 2017، وقال “إنها تقدم أفكاراً واعدة يتبناها”، وطالب السيسي مجلس الوزراء بـ”تبني فكرتها لتنشيط السياحة في مدينة الأقصر باستخدام رسوم من حضارة قدماء المصريين”، وهي الرسومات التي تبين أنها مسروقة لاحقاً، ورغم ذلك اعتمدتها الحكومة في تصاميم مشروع “الهوية البصرية” لمحافظة الأقصر عام 2018.