توقف مصنع سكر “أبو قرقاص” عن عصر محصول القصب لإنتاج السكر في مصر للمرة الأولى منذ إنشائه في 1869.
فيما أعلنت محافظة المنيا المصرية توقف المصنع الذي تخطى عمره الـ 150 عاما عن العمل، بسبب انخفاض كميات القصب المتعاقد عليها عن حاجة المصنع للتشغيل بكامل طاقته.
كما صرح مصدر في مصنع سكر أبو قرقاص بأن إدارة الشركة التكاملية للسكر فوجئت هذا العام بانخفاض كمية المحصول المتعاقد عليها بشكل غير مسبوق، ووصلت الكميات المتعاقد عليها نحو 6 آلاف طن فقط، وهو محصول 160 فدان تقريبًا ، ولا تكفي لتشغيل المصنع لنحو أسبوع كامل.
وأظهر أن المصنع كان يستهدف كل عام توريد 300 ألف طن قصب في الموسم الواحد، لينتج ما لا يقل عن 30 ألف طن سكر، ولكن أسعار السوق الموازية هذا العام من قبل المزارعين والتجار كانت كبيرة أسوة بالأسعار التي حددتها الحكومة لتوريد القصب لمصانعها.
ولفت إلى أنه رغم زيادة سعر توريد القصب 500 جنيه للطن عن العام الماضي، وأصبح سعر التوريد 1500 جنيه بدلا من 1000 جنيه عن العام الماضي، ولكن المزارعون اتجهوا إلى تجار “العوادي” الذين يقومون بشراء المحصول منهم بأسعار تتجاوز الـ 2200 جنيه و2500 جنيه للطن الواحد، وبيعه لعصارات العسل الأسود ومحلات العصير.
جدير بالذكر أن خبر توقف مصنع “أبوقرقاص” أعاد للأذهان ما كشف عنه عالم الفضاء المصري عصام حجي من ارتباط أزمة السكر في مصر بالآثار المترتبة على استمرار ملء سد النهضة الأثيوبي.
فيما كتب حجي على موقع إكس في ديسمبر الماضي: “اتجهت الحكومة في خطتها للتقشف المائي لسد العجز المتوقع في ظل ملء سد النهضة، إلى التوسع في زراعة بنجر السكر، على حساب قصب السكر، حيث زاد الإنتاج من 300 الف فدان إلى 600 الف فدان.
ولفت حجي إلى ما توقعته وزارة الزراعة الأمريكية من توقعت تراجع إنتاج السكر في مصر إلى 2.7 مليون طن خلال عام 2022-2023، مقابل حوالي 2.9 مليون طن في العام 2021 – 2022، في ظل تراجع إنتاج البنجر.
كما توقع حجي حدوث أزمات مشابهة لأزمة في السكر في بعض المزروعات نتيجة آثار تخزين إثيوبيا المياه في سد النهضة.