وقع خبر استشهاد القيادي البارز في كتائب القسام، عزام الأقرع صادما على عائلته ورفاقه، وهو الذي نجح على مدار 35 عاما من الإفلات، رغم المطاردة المستمرة من قبل قوات الاحتلال.
والأقرع الذي يبلغ 54 عاما، هو أحد أبرز قيادات كتائب القسام في الساحات الخارجية، لا سيما لبنان التي عاش أكثر من نصف حياته فيها، بعد أن نفاه الاحتلال خارج بلدته الأصلية قبلان عام 1992، إبان حملة الملاحقة التي تعرضت لها قيادة حركة حماس آنذلك، وجرى إبعاد المئات إلى منطقة مرج الزهور جنوب لبنان.
وظل الأقرع خارج البلاد متنقلا بين عدة دول، وهنا كانت نقطة تحول عاشها في عمله العسكري ضمن صفوف كتائب القسام في الخارج، وظل يتقلد المناصب فيها حتى عين قائدا للجناح العسكري خارج فلسطين المحتلة.
عاش الأقرع طفولته والمراحل الأولى من شبابه في مسقط رأسه، بلدة قبلان جنوب نابلس، حيث كان في الـ18 من عمره حين شارك في اندلاع شرارة الانتفاضة الأولى التي عمت مدن الضفة الغربية وقطاع غزة.
وشارك عزام بفعاليات الانتفاضة كافة، ولم يكن يترك مواجهة مع قوات الاحتلال التي كانت تقتحم قريته، إلا ويكون في مقدمة راشقي الحجارة والمتصدين لهم، وخلال تلك الفترة انضم إلى حركة حماس، ليصبح أحد قادتها المحليين في قريته والمناطق المجاورة، الأمر الذي لفت انتباه وسخط الاحتلال منه، فلاحقه مرارا حتى تمكن من اعتقاله في أوائل عام 1989، وحوله للاعتقال الإداري الذي أمضى فيه تسعة أشهر في سجونه.
كان السجن فرصة للالتقاء بنخبة من قيادة حركة حماس وكوادرها، فما إن تنفس الحرية حتى عاد للعمل بعزيمة أكبر، وتأثير أضخم على من حوله، حيث شارك في تأسيس كتائب القسام في شمال الضفة، فلوحق وطورد من جديد، لتتحول جبال قبلان إلى مأوى له ولرفاقه، لكن الاحتلال ظل يطارده، حتى تمكن من اعتقاله للمرة الثانية، ليقرر إبعاده مع المئات من قادة حركتي حماس والجهاد الإسلامي إلى مرج الزهور.
بعد انتهاء أزمة الإبعاد، قرر عزام الاستقرار خارج البلاد، ومن هناك أي من جنوب لبنان تنقل في عدد من الدول، منها لبنان وسوريا، في إطار عمله العسكري مع كتائب القسام، ومن هنا أدرك الاحتلال خطورة ما يقوم به عزام، فقرر التضييق على أهله في نابلس، والتنكيل بهم، ومنعهم من التواصل معه نهائيا، في محاولة لثنيه ودفعه نحو تغيير وجهته، وتركه العمل العسكري ضد الاحتلال، إلأ أن عزام واصل طريقه دون أن يلتفت إلى محاولات الاحتلال.
خلال العامين الماضيين، اشتدت ملاحقة الاحتلال للشهيد عزام الأقرع، واتهمه بالمسؤولية عن تشكيل خلية خططت للعمل على اختراق شبكة الاتصالات الإسرائيلية “سيلكوم”، وتحريك خلايا داخل الضفة والأراضي المحتلة عام 48، ليتمكن الاحتلال أخيرا من اغتياله رفقة نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، الشيخ صالح العاروري الثلاثاء الماضي، وخمسة آخرين من قيادات وكوادر حركة حماس وجناحها العسكري كتائب القسام.