أعلنت نقابة الأطباء المصريين عن رفضها مشروع قانون المنشآت الطبية الخاصة، الذي أعدته وزارة الصحة والسكان تمهيداً للعرض على مجلس النواب، لما فيه من تهديد لاستمرارية تقديم الخدمة الطبية للمواطنين، باعتباره يهدف إلى إغلاق المنشآت الطبية المتوسطة والبسيطة كافة.وقالت النقابة، إن مشروع القانون من شأنه زيادة الأعباء على المستشفيات ومراكز الرعاية الأساسية الحكومية، وارتفاع معدلات الاستقالة للأطباء، وندرة بعض التخصصات في مجال الرعاية الصحية، فضلاً عن قوننة أوضاع الكيانات الطبية الأجنبية، بصورة تخل بسيادة السلطات المصرية على الكيانات الأجنبية العاملة بالسوق الطبية المصرية.وأضافت، أن المشروع سيتسبب في هجرة المزيد من الأطباء، وزيادة عجز الخدمة الطبية بسبب النص على عقوبات تصل للسجن، وغرامات مالية تصل إلى 300 ألف جنيه (نحو 9695 دولاراً)، إلى جانب منح وزير الصحة سلطات استثنائية تؤدي إلى عدم توحيد المعايير، والإخلال في المنافسة، في ما يخص خدمات تقديم العلاج.ودعت النقابة جميع النقابات الفرعية إلى الاجتماع مع مجلس النقابة العامة، يوم الثلاثاء المقبل، لبحث مشروع القانون، ومناقشة أوجه الاعتراضات عليه، بالإضافة إلى دعوة جميع الأطباء في اليوم نفسه، من أجل التضامن مع نقابتهم في مواجهة القانون.وألزم مشروع القانون الأطباء المصريين العاملين في القطاع الحكومي بالحصول على موافقة جهة عملهم، سواء لفتح (تشغيل) عيادة خاصة أو العمل في أي منشأة طبية أخرى، رغم تدني الرواتب الحكومية، ما يفتح الباب تلقائياً أمام فصل الأطباء، ودفع ما تبقى منهم إلى تقديم استقالاتهم، والهجرة إلى خارج البلاد بحثاً عن بيئة عمل أفضل.كما اشترط إعادة ترخيص المنشآت الطبية الخاصة كل 5 سنوات، وإلغاء شرط موافقة نقابة الأطباء على عمل أي طبيب أجنبي في مصر، بوصفه أمراً ضرورياً لمراجعة مؤهلاته وخبراته العملية، قبل الترخيص له بمزاولة المهنة في البلاد.https://www.facebook.com/photo.php?fbid=741760461314128&set=a.615537560603086&type=3&ref=embed_post وتضامن مئات من الأطباء مع نقابتهم بالتوقيع على مذكرة ترفض مشروع القانون، إيذاناً بإرسالها إلى مجلس الوزراء، مؤكدين فيها أن المشروع ألغى حق النقابة الأصيل في الاطلاع على ملفات المرضى، وبالتالي غل يدها عن التحقيق، والبت في الشكاوى الواردة لها بخصوص ممارسة المهنة.وأفاد الأطباء بأن القانون يفتح الباب أمام الأشخاص الطبيعيين، من غير الأطباء، لترخيص العيادات التخصصية والمراكز الطبية، ما يحولها إلى مجرد مشاريع استثمارية تهتم بالربح على حساب الصحة العامة، علاوة على تمهيده إلى إغلاق الكثير من المنشآت الطبية القائمة، بعد وضع معايير هندسية جديدة للترخيص لها، وتطبيقها بأثر رجعي.وسمح المشروع بإنشاء مراكز خاصة للرعاية الصحية الأولية والتطعيمات، بهدف خصخصة الرعاية الصحية الأولية، وإنشاء مراكز خاصة للنقل الإسعافي، بدلاً من تبعية الخدمات الإسعافية لوزارة الصحة، ومن ثم خضوع هذه الخدمة إلى حسابات الربح والخسارة، وتخلي الحكومة عن هذا الدور الهام لصالح القطاع الخاص مستقبلاً.وسمح كذلك بإنشاء غرف عمليات كبرى في المراكز الطبية، وإطلاق يد صاحب المنشأة، سواء مركز طبي أو مستشفى، في وضع اللائحة الداخلية المنظمة للعمل، من دون اشتراط معايير عامة للحفاظ على حقوق الأطباء والعاملين فيها. وإنشاء فروع للمستشفيات الأجنبية في مصر، مقابل استيفاء شروط تشغيل المستشفى الأم بالخارج، مع عدم تحديد أي نسبة لتملك غير المصريين، الأمر الذي يضر بالأمن الصحي المصري.وقال الأطباء، إن القانون غالى في رسوم التراخيص، بحيث تصل إلى مليونين ونصف المليون جنيه عند ترخيص مستشفى يحتوي على 50 سريراً، ما يجعل معظم المنشآت الطبية الخاصة تابعة فقط لجهات استثمارية مصرية أو أجنبية، وزيادة أتعاب ومقابل تقديم الخدمات الصحية المحصلة من المواطنين.وفي السنوات الأخيرة، مضت مصر في مسار خصخصة القطاع الصحي، إذ طرحت 5 من أكبر مستشفياتها العامة للبيع أمام القطاع الخاص، وهي المستشفى القبطي في شارع رمسيس الذي يعود تاريخ إنشائه إلى عام 1926، ومستشفى العجوزة في محافظة الجيزة (1936)، ومستشفى هليوبوليس (1950)، ومستشفى شيراتون في حي مصر الجديدة، ومستشفى الجلالة في محافظة السويس.واستحوذت مجموعة “أبراج كابيتال” الإماراتية على عدد كبير من المستشفيات الكبرى في مصر، مثل كليوباترا والقاهرة التخصصي والنيل بدراوي، بالإضافة إلى أكبر سلسلتين من معامل التحاليل، وهما “البرج” التي تملك 926 فرعاً و55 معملاً بيولوجياً، و”المختبر” (826 فرعاً).واستحوذت مجموعة “علاج” الطبية السعودية على 9 مستشفيات كبرى، منها الإسكندرية الدولي وابن سينا التخصصي والأمل والعروبة. وكذلك على معامل “كايرو لاب” للتحاليل الطبية واسعة الانتشار، ومراكز “تكنو سكان” للأشعة التي تمتلك 24 فرعاً بمحافظات عدة.