قالت صحيفة “هآرتس” العبرية، الجمعة، إن تل أبيب والقاهرة بدأتا بمناقشة إمكانية إقامة جدار عازل على الحدود المصرية مع غزة يكون مضاداً للأنفاق.
وكتب المحلل العسكري في الصحيفة، عاموس هارئيل، أن المناقشات تشمل الترتيبات الجديدة المتعلقة بمحور فيلادلفيا (صلاح الدين) ومعبر رفح، وإقامة جدار مضاد للأنفاق في عمق الأرض، مثل الجدار الموجود بين القطاع والأراضي الفلسطينية المحتلة، بالرغم من فشل “الجدار الفولاذي”، الذي أقامه الاحتلال على حدود قطاع غزة وكلّف مبالغ طائلة، في منع المقاومين الفلسطينيين من تنفيذ عملية “طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وتطرق هارئيل للعملية البرية لجيش الاحتلال في خانيونس جنوبي قطاع غزة متسائلاً عن مآلات هذه العملية، والخيارات التي سيتخذها جيش الاحتلال بشأن توسيع عملياته باتجاه مخيمات اللاجئين وسط القطاع أو التوجه جنوباً إلى منطقة رفح، وذكر أن ثمة مشكلتين في رفح “إحداهما الوجود المكثف للاجئين من غزة، وفي الأيام الأخيرة من خانيونس أيضاً، إلى جانب قربها الكبير من الأراضي المصرية”.
وزعم المحلل العسكري أن معبر رفح ومحور فيلادلفيا والأنفاق من تحتهما، خدمت جميعها في العقد والنصف الأخيرين حركة حماس في “عمليات التهريب، والتي جرى جزء منها على الأقل بغض الطرف من قبل المصريين”.
وأضاف أنه سيكون على الاحتلال التحرّك بحذر، في هذا الجانب، نظراً لرغبتها في الحفاظ على العلاقات مع مصر، حيث تخشى القاهرة أمرين، أولهما امتداد القتال في رفح إلى أراضيها، وثانيهما محاولة الاحتلال لدفع مئات الآلاف من اللاجئين من قطاع غزة إلى سيناء.
وتبحث دولة الاحتلال أيضاً عن حلول مرحلية بشأن القطاع، “لا تتصادم مع الشرط الصعب الذي وضعه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بإدارة القطاع بدون السلطة الفلسطينية”.
وأشار الكاتب إلى وجود “تحركات أوّلية لحل المشاكل المحلية بمشاركة رجال أعمال وعشائر محلية ومنظمات دولية وأحياناً أعضاء لجان مدنية مرتبطة بشكل غير مباشر بالسلطة الفلسطينية”.
وتخشى المؤسسة الأمنية في الاحتلال، من الوقوع في فخين على المدى الطويل، أحدهما “انهيار الأنظمة المدنية ما سيقود مجدداً إلى إقامة نظام عسكري صهيوني أو فوضى عارمة على الطريقة الصومالية، بحيث لا يكون هناك أي عنوان على الإطلاق للتنسيق في القطاع”.
ويعتقد أنه من المفارقات، بخلاف الأهداف المعلنة للحرب، فإن إبقاء قدرات مدنية معيّنة لحركة حماس في قطاع غزة سيسهّل عمل القطاع مستقبلاً.
ويرى هارئيل أن إصرار رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو على عدم مناقشة “اليوم التالي” للحرب في غزة، يشكّل خطورة على “إنجازات الجيش”.
وأضاف أن طاقم “اليوم التالي” الذي عيّنه نتنياهو، “لم يتشكّل بهدف تقديم الحلول، بل لإضاعة الوقت. وفي الواقع، حتى لو نجحت العملية العسكرية، فإن سلوك نتنياهو السياسي قد يعوق الاستفادة من الإنجازات لخلق واقع استراتيجي أفضل”.