السيد المستشار النائب العام،
السيد اللواء وزير الداخلية،
حتى نكون منصفين، يجب ألا نضع رؤوسنا في الرمال، ونقر بأن تسريبات سجون بدر تتطلب إعادة النظر في أوضاع المساجين والمعتقلين في أنحاء المحروسة من عدة وجوه:
١- لم يعد مقبولاً بأي حال من الأحوال أن ينام السجين على البلاط في عز البرد، ومع تقدم السن، لعدم وجود سرير بالزنزانة، رغم توافر الأَسِرة بمخازن السجن، إلا إنه التنكيل والانتقام.
٢- لم يعد مقبولاً بأي حال من الأحوال استمرار السجين على مدار الساعة داخل الزنزانة بكل ما تحمله من أمراض دون التريض عدة ساعات في اليوم ودون التعرض لأشعة الشمس التي هي منحة من الله سبحانه وتعالى لم تساهم فيها الدولة بشئ.
٣- لم يعد مقبولا. بأي حال عدم استقبال السجين زيارات دورية للأسرة وجهاً لوجه، وإعادة النظر في اعتبار محتويات الزيارة من المكرونة أو المحشي أو الحلويات وغيرها مأكولات ترفيهية يتم رفضها.
٤- ليس مقبولاً استمرار الإضاءة داخل الزنزانة ٢٤ ساعة في إطار عملية تعذيب نفسي وعصبي بالغة القسوة.
٥- لا يوجد ما يبرر وجود كاميرا طول الوقت تراقب وتنقل الحياة الكئيبة داخل الزنزانة، والتي لا تزيد على النوم وقضاء الحاجة والصلاة، مع ملاحظة أن السحر انقلب على الساحر بالتسريب الأخير من داخل السجن من خلال الكاميرات.
٦- نسبة كبيرة ممن هم في السجون يعانون من مشاكل مفاصل وعظام، بالتالي فإن الحمامات البلدي كارثية يجب إعادة النظر فيها.
٧- لابد من حل لحكاية الفول والعدس اليومية، ذلك أن معظم المساجين يعانون من اليوريك آسيد، وأجدها فرصة لأسجل هنا أنه لا يوجد سجين لا يعاني من أمراض، إلا ما ندر، نظراً لعوامل متعلقة بنوعية السجون لدينا بالدرجة الأولى، بما فيهم شباب العشرينيات من العمر للأسف.
٨- الكتاب والورقة والقلم ضروة للسجين حتى لا يختل عقله وذاكرته. وهي أزمة حقيقية داخل السجون، رغم علمي بأن ذلك مقصود في حد ذاته.
٩- لا يوجد أي مبرر لوجود ضباط أمن وطني داخل السجون ذلك أن تطبيق قوانين السجون يجب أن يكون من خلال إدارة السجون فقط، دون تفرقة، ودون انتقام طوال الوقت، ذلك أن السجن في حد ذاته هو العقوبة.
١٠- وهو الأهم، لماذا كل هذه الناس في السجون، كفانا ظلماً، مع الوضع في الاعتبار أن السجين السياسي لو حصل على الحقوق والمميزات التي يحصل عليها السجين الجنائي (القاتل والمرتشي والمسجل خطر) لما أصبحت هناك مشكلة، لذا كنا طوال الوقت نطالب بمعاملة بالمثل كالمجرمين، أو حتى كالأسرى في سجون الاحتلال.