حذر عدد من المحامين بتونس من أن البرلماني السابق والقيادي بحركة النهضة المعتقل، سيد فرجاني، يعاني وضعا صعبا للغاية بالسجن.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقدته قيادات “جبهة الخلاص الوطني”، وهيئة الدفاع عن المعتقل السياسي النائب السابق سيد الفرجاني، وعدد من الشخصيات الوطنية.
وقال المحامون وعائلة الفرجاني، إن “وضعيته سيئة جدا، ويعاني من ظروف لا إنسانية، في ظل ارتفاع كبير لدرجة الحرارة، ما أثر على وضعه الصحي”.
وأكد المحامون على أن “الذنب الوحيد الثابت للسيد فرجاني أنه قيادي بارز في حركة النهضة، التي يسعى النظام إلى استئصالها”.
وفرجاني، أحد الشخصيات البارزة في حزب النهضة، تعرض للاعتقال والتعذيب في السابق عندما كان الرئيس السابق زين العابدين بن علي في السلطة في تونس، ما أدى إلى نفيه في لندن لأكثر من 20 عامًا منذ عام 1989. وعاد إلى تونس بعد الإطاحة بنظام بن علي.
وأصدر القضاء التونسي حكما بسجن سيد فرجاني على ذمة قضية “إنستالينغو”، التي تنفي أي صلة لها بحركة النهضة، التي أدانت بشدة إصدار حكم بالسجن في حق عضو مجلس الشورى، واعتبرته “استهدافا جديدا في ملف ملفق”.
وقال رئيس جبهة الخلاص الوطني، أحمد نجيب الشابي، إن “النائب سيد فرجاني يعاني من ظروف صعبة داخل سجنه، ومن مشاكل صحية جراء سوء المعاملة، خاصة في ظل ارتفاع درجة الحرارة والاكتظاظ، حيث وُضع مع 60 سجينا في غرفة واحدة”.
واعتبر الشابي، أن “ذنب سيد فرجاني الوحيد والثابت أنه من القيادات التاريخية للنهضة، هناك أمر واضح، ومعلوم للجميع أن هناك استهدافا سياسيا لقيادات الحركة”.
وأكد الشابي على”أن استئصال حركة النهضة نتائجه وخيمة ومدمرة”، مؤكدا أن “من يحاسب هو الشعب عبر الصندوق، وليس النظام بالاستئصال وتلفيق التهم وبالانقلاب وهدم المؤسسات”.
وحذر الشابي من “حالة انفلات في قمع الحريات، ما جعل البلاد في حالة عزلة تنذر بانفجار اجتماعي وشيك في ظل التدهور غير المسبوق في الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية”.
وقال عضو هيئة الدفاع سمير ديلو، إن هناك “استهدافا سياسيا ممنهجا للسيد فرجاني”، معتبرا أن “فرجاني وجميع المعتقلين السياسيين يقبعون في السجون في ظروف غير مقبولة بالمرة، ولم تحصل حتى في عهد بن علي”.
بينما قالت كوثر فرجاني، ابنة سيد فرجاني، إن العائلة تقدمت بدعاوي قضائية في المملكة المتحدة وأوروبا ضد كل من يقف وراء مسؤولية إيقاف والدها.
وكشفت ابنة سيد فرجاني أنه لا يسمح له بمقابلة طبيبه، وهو ما أثر على صحته، حيث بات يعاني ضربات قلب غير منتظمة، لافتة إلى أن والدها لا يحصل حتى على طعام صحي يتماشى ووضعه الصحي، وأن الطعام المقدم بالسجن يفسد بسرعة في ظل درجات الحرارة المرتفعة.