نشر الإعلامي المصري الموالي “لنظام العسكر” عماد أديب، مقالا يتغزل فيه بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مشيدا بقدراته في عالم السياسة وحنكته في التعامل مع الغرب.
وقال أديب في مقال تحت عنوان “إنت معلم ومنك نتعلم”، إن أردوغان صار واحداً من أكبر لاعبي السياسة الدولية المعاصرين.. وللمرة الأولى يمكن القول إن الرجل استوعب الخلاصة العميقة للعواصف الشديدة التي مرّ بها منذ توليه الشأن العام قبل عشرات السنوات”.
ولخص مهارة أردوغان في قدرته على فعل أشياء متناقضة شديدة التعقيد؛ وقدرته على استغلال الأزمات المحلية والإقليمية أو الدولية وتحويلها إلى فرص لتحقيق المكاسب، وذلك فضلا عن قدرته على “الالتفاف والكامل والتراجع عن أيّ موقف شريطة أن يحصل في النهاية على الثمن المناسب محقّقاً الأهداف المنشودة”.
وأشار إلى أن نشأة أردوغان استندت إلى أربعة مؤثّرات؛ هي “عائلة شديدة الفقر، ودراسة القرآن والفقه في مدارس إمام خطيب، وممارسة كرة القدم في نادي “قاسم باشا”، وقيامه لمدّة 4 سنوات بالانشغال في بيع الخضراوات والفاكهة، وخاصة البطيخ، في شوارع إسطنبول للإنفاق على تعليمه”.
وقال إن أردوغان درس الاقتصاد في جامعة مرمرة وتأثر بشخص نجم الدين أربكان وبقراءاته الإسلامية، و”نهمه في الاطّلاع على الشعر الديني التحريضي شكّل كثيراً من مواقفه”.
وتابع: “لا يمكن اتّهامي بالانحياز لأردوغان، فلديّ تاريخ حافل من الانتقادات لسياسته، لكن الموضوعية تفرض عليك التقدير المناسب للأحداث والأفعال حتى لو كان ذلك يتعلّق بأكبر خصومك”.
وأشار إلى “برجماتية أردوغان”؛ وعددها منها أنه “تخلى عن السياسة الإسلامية المتشدّدة وأنشأ حزب العدالة والتنمية المحافظ المعتدل عام 2001″، إضافة لفتح باب تركيا أمام الاستثمارات الأجنبية بعد الأزمة العالمية عام 2008، كما أنه اشترى نظام صواريخ “إس 400” الروسي، فيما تقدّم بطلب للحصول على طائرات “إف 16″ المعدّلة و”إف 35” الأمريكية المتطوّرة جدّاً.
وأضاف أن أردوغان بدأ من جديد السعي إلى تصفير المشاكل التي خلقها بنفسه مع السعودية والإمارات ومصر وسوريا، و”انقلب من حالة التحرّش العسكري البحري بدول شرق المتوسط، في إطار سعيه الدؤوب إلى الحصول على حصته من غاز المنطقة، إلى التقدّم سرّاً بطلب المشاركة في منتدى غاز المتوسط المؤسَّس في مصر”.
وتابع: “آخر أوراق أردوغان مهارة وعبقرية هي مقايضته موافقة بلاده على انضمام السويد إلى الناتو بتأكيد الاتحاد الأوروبي أنه سيوافق على طلب انضمام بلاده إلى الاتحاد”.
وأشار إلى حنكة أردوغان في مسألة الموافقة على انضمام السويد للناتو، قائلا: “في آخر تصريح لأردوغان قبل أن يستقلّ الطائرة من بلاده إلى اجتماع قمّة الحلف الأطلسي في ليتوانيا رفض عضوية السويد”.
لكن فور وصول أردوغان إلى ليتوانيا، التقى سكرتير الحلف الأطلسي وسكرتير الاتحاد الأوروبي ثمّ خرج بصحبة رئيس وزراء السويد كي يعلن موافقة بلاده على عضويتها، بحسب ما جاء في المقال.
واستطرد أديب: “من باب شدّة المهارة في اللعبة أعلن أردوغان أن الأمر معلّق بموافقة البرلمان التركي الذي يملك فيه أغلبية مريحة جداً، والذي سينعقد بعد 70 يوماً”.
وختم بالقول: “بالطبع كان من الحكمة الدعوة إلى جلسة طارئة، لكنه أراد أن يبتز الغرب كي يكشف في فترة الـ70 يوماً مدى استجابتهم عملياً للوعود التي قطعوها له”.