صبرنا، وصدقنا وعود الرئيس بأننا “هنشوف مصر حاجة تانية خالص”. كنا حسنى النية، وتوقعنا خيرا، بعد ان طلب فترة سماح ستة اشهر ثم سنتين، وتسامحنا ومددنا الخيط على استقامته لمدة عشر سنوات، ووجدنا أنفسنا فى نهاية المطاف بلا قيمة لنا ولا للجنية المصري.. غرق الجنيه، وكلما حاولوا انقاذه أغرقوه بجهالة أكثر، فذاب فى مياه بحر التضخم، وبدأ مرحلة الاحتضار، وإحلاله بالدولار.
منذ يومين سمعنا أن بيع السيارات في مصر بدأ في بعض التوكيلات بالدولار. بداية تتطلب وقفة جادة، مهما كان الفعل محدودا، ولا يجب أن تمر مرور الكرام. الموضوع لا يخص السيارات فقط على أنها رفاهية، فيقولون لنا باستخفاف مقيت ما يرتفع سعره لا تشتروه.
الأمر يخص كل مستلزمات الاستيراد من الخارج. وقد نصل لما وصلت إليه دولة لبنان لا قدر الله. عملة الدولة هي شرفها، وقوتها التي لا تقل عن قوة القوات المسلحة. انهيارها يعنى انهيار الدولة، وسقوط السلطة وضعف القوات المسلحة.
من أهم اسباب انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي هو الحفاظ على عملتها “الاسترلينى”، لأنه رمز من رموزها العتيقة، ولا ترى له ميزة أن يذوب في اليورو الحديث.
نحن أمام وضع خطير لا يجوز الصمت عليه مع سلطة بائسة، لا تعرف الإدارة العلمية، فحق عليها الرحيل انقاذا للدولة، وانقاذً لنفسها قبل غيرها.
بداية التعامل بالدولار، وإن كان في أضيق الحدود، هو البداية الحقيقية لانهيار الدولة على منحنى اللاعودة. سلطة فاشلة آن وقت رحيلها.. الآن وليس غدا.