خلص تحليل لمركز “كارنيجي” لدراسات الشرق الأوسط إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سيستمر في تعزيز المصالحة مع بلدان الشرق الأوسط، ولكن إمكانية التقارب التركي-السوري قد تتوقف على التدخل الإيراني.
وأكد التحليل أن الانتخابات التركية كانت على الأرجح من أكثر الأحداث السياسية التي كانت محطّ متابعة وثيقة في عام 2023، مشيراً إلى أن السياسة الخارجية التركية اتسمت في الآونة الأخيرة ببذل جهود للمصالحة على جبهات عدة.

واستدل التحليل على هذه الجهود بتجديد العلاقات مع مصر، التي أظهرتها مصافحة رمزية بين أردوغان وقائد الانقلاب في مصر عبد الفتاح السيسي، فضلًا عن الزيارة التي قام بها أردوغان إلى الإمارات، ولقائه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لأول مرة منذ مقتل جمال خاشقجي في إسطنبول.
طبقًا للتحليل فإن هذه الجهود الدبلوماسية ستتواصل مع بدء ولاية أردوغان الجديدة والحال هو أن حضور رئيس الوزراء الأرمني نيكول باشينيان مراسم تنصيب أردوغان ورسالة التهنئة التي بعث بها السيسي، بالإضافة إلى تحسين مستوى العلاقات الدبلوماسية المصرية-التركية عن طريق القنوات الرسمية، هي المؤشرات الأولى عن هذا الاتجاه السائد حاليًا.
كما تلقّى أردوغان التهنئة، بعد فوزه في الانتخابات، من الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، الذي شدّد على أن مواصلة التعاون التركي-الإيراني ستولّد “ظروفًا أكثر مؤاتاة” للسلام والاستقرار في المنطقة.
ورغم ذلك فإن تلك العلاقة مع إيران لن تساهم في تقارب تركي مع النظام السوري بسبب عدة ملفات منها اللاجئين السوريين والعمليات العسكرية التي تقوم بها القوات التركية في الأراضي السورية.