اعتبر يحيى حامد، وزير الاستثمار في حكومة د. هشام قنديل، أن فرص حدوث تغيير إيجابي في مصر تتضاءل بسرعة، بعدما فشلت البلاد في استغلال “استثناء القاعدة” بكسر سيطرة العسكريين على السلطة بين عامي 2011 و2013.
وقال في مقال نشره موقع ميدل إيست آي بعنوان: “مصر.. بعد عقد من انقلاب السيسي، يبدو المستقبل قاتماً” إن حكم السيسي يبدو كمهزلة تعيد فصول مأساة عاشتها مصر على مدى 70 عاما من حكم العسكريين الأقوياء، وهي فترة تمثل عمر جيل كامل.
وأشار في مقاله بمناسبة إحياء الذكرى العاشرة للانقلاب العسكري إلى أن الرئيس مرسي حذر من سيناريو الانقلاب العسكري الدموي العنيف الذي أنهى الديمقراطية في مصر
واعتبر حامد أن السيسي أخضع القوات المسلحة، حيث تحكم في تناوب القادة على كل المستويات، وأحيانا بسرعة مذهلة، ودون أي اعتبار للقانون أو الضمانات الدستورية.
وأشار إلى أن السيسي سمح للجيش بابتلاع الاقتصاد.
كما تصدر السيسي مشهد أسوأ تهديد وجودي لمصر، وهو سد النهضة الإثيوبي، فآثاره السلبية باتت شبه مؤكدة، وليس لدى حكومته أي خطط لمواجهة هذه التحديات.
بالإضافة إلى انفجار الديون من خلال مجموعة من المشاريع الضخمة، بدون فوائد قصيرة الأجل للناس.
وتابع: “حل الحكومة لهذه المشاكل تمثل في مداهمة الخزائن العامة والخاصة، حيث يتم بيع الأصول الأكثر ربحا في البلاد لتمويل أزمة الديون، وكانت الآثار على المصريين العاديين لا تحصى، لدرجة أن سياسات السيسي وصفت بأنها حرب على الفقراء”.
ومع ذلك، ليس الفقراء وحدهم، بل وأيضا الطبقات المتوسطة والمتوسطة العليا التي تختفي بسرعة، هي التي تعاني، كما يقول.
وأردف: المصريون الذين لديهم أي أمل في العمل في الخارج يبادرون بالخروج: الأطباء المصريون، على سبيل المثال، يغادرون الآن بأعداد كبيرة.
وأضاف أن الانقلاب الذي أوصل السيسي إلى السلطة أصبح ممكنا من خلال الدعم المحلي من الجيش وبعض النخب، ومن خلال القوى الإقليمية التي رأت في الحكومة الديمقراطية، الإسلامية أو غير الإسلامية، خطرا على وجودها؛ ومن خلال دعم الحكومات الغربية، بما في ذلك الولايات المتحدة.
واعتبر حامد أن هناك ثلاثة مسارات محتملة للخروج من الوضع المزري الحالي، الأول هو انقلاب عسكري آخر، من شأنه أن يعزز وضع مصر باعتبارها غير مستقرة بطبيعتها وخاضعة لطموحات الضابط التالي الذي يمكن أن يسود، وبدلا من ذلك، يمكن أن يستمر الوضع الراهن، مع انحدار بطيء إلى عدم القدرة على الحكم، وهو المسار الثاني.
أما المسار الثالث، فهو أن يعيد المصريون اكتشاف روح عام 2011 وحشد إرادة جماعية لخلق مصر للجميع.
وأشار إلى أنه بين الوضع الداخلي المنهار، والقوى الإقليمية التي تبدو عازمة على شراء مصر قطعة قطعة، والقوى الغربية التي ليس لديها مصلحة في الديمقراطية أو الكرامة أو حقوق الإنسان الحقيقية لشعوب العالم العربي، لم يبق للمصريين سوى القليل من الأمل، إن وجد.