يستمر القتال في العاصمة السودانية الخرطوم، لليوم الثالث على التوالي بين الجيش وقوات الدعم السريع المسلحة.
وتجدد القتال الاثنين، واستأنف الجيش الضربات الجوية على معسكرات قوات الدعم السريع في أم درمان وحي كافوري وفي شرق النيل، بعد انتهاء مهلة لوقف القتال مدتها ثلاث ساعات بدأت عند الرابعة من مساء الأحد، وذلك للسماح بعمليات الإجلاء الإنسانية التي اقترحتها الأمم المتحدة، لكن الاتفاق تم تجاهله بعد فترة وجيزة من الهدوء النسبي.
وبعد انتهاء سريان مفعول اتفاق وقف القتال، أفاد السكان بوقوع قصف مدفعي وضربات جوية في كافوري بالخرطوم بحري التي توجد فيها قاعدة لقوات الدعم السريع.
وأظهر مقطع فيديو لحظة وصول قائد الجيش السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان إلى مطار مدينة مروي الاستراتيجية بعد تحريره من سيطرة قوات الدعم السريع.
وأعلن الجيش، عن سيطرته على المطار والقاعدة الجوية الملحقة به شمال البلاد، مؤكدا أنه “يسيطر على الموقف تماما في مطار مروي”. إلا أن قوات الدعم السريع تصر على سيطرتها هناك، ونشرت تسجيلات الاثنين قالت إنه لعناصرها داخل المطار الاستراتيجي.
وقال بيان للجيش، إن اشتباكات محدودة جرت حول محيط القيادة العامة وسط الخرطوم، وإن قوات الدعم السريع تنشر قناصة على بعض البنايات لكن “يجري رصدها والتعامل معها”.
وقال شهود إن أفرادا من قوات الدعم السريع ظلوا داخل مطار الخرطوم الدولي الذي يحاصره الجيش ويحجم عن توجيه ضربات تجنبا لوقوع أضرار جسيمة.
وأضاف الشهود إن هناك مشكلة تتمثل في وجود الآلاف من عناصر قوات الدعم السريع المدججين بالسلاح داخل أحياء الخرطوم ومدن أخرى، مع عدم وجود سلطة قادرة على السيطرة عليهم.
ارتفعت حصيلة ضحايا الاشتباكات إلى 97 قتيلا وعدد كبير من الجرحى وفق ما أعلنت نقابة أطباء السودان.
وتبادل الجيش وقوات الدعم السريع، اتهامات ببدء كل منهما هجوما على مقار تابعة للآخر بالإضافة إلى ادعاءات بالسيطرة على مواقع تخص كلا منهما، فيما وصف الجيش “الدعم السريع” بـ”المتمردة”، في خلاف بدأ بتحريك الأخيرة لقواتها نحو عدة مدن سودانية دون إذن من قيادة المؤسسة العسكرية.
وتوجت الاشتباكات شهورا من التوترات المتصاعدة بين الجيش وشريكه “قوات الدعم السريع” الذي تحول إلى خصم نتيجة الخلافات حول عملية دمج قوات الدعم بالجيش.