لقي أكثر من 35000 شخصًا مصرعهم نتيجة الزلازل المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا، ما يجعلها إحدى أسوأ الكوارث الطبيعية في القرن.
وقال تقرير لصحيفة “الجارديان” البريطانية، إن مئات الآلاف من الأشخاص لا يزالون محاصرين تحت الأنقاض، بينما يدعو أقاربهم من أجل بقائهم على قيد الحياة بأعجوبة.. كما نزح الملايين من الناس واختفت بعض المجتمعات تقريبا من على وجه الأرض.
في مثل هذه الظروف المروعة، يبدو من غير المعقول أن تُترك مناطق كاملة في نطاق الكارثة لمصيرها، خاصة في شمال غرب سوريا، في ظل فشل الأمم المتحدة في إرسال المساعدات.
وقال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ مارتن جريفيث، وصل قدر ضئيل من المساعدات الإنسانية إلى محافظة إدلب، والأماكن التي تسيطر عليها المعارضة، عبر المعبر الحدودي الوحيد (باب الهوى) المفتوح من تركيا، واصفًا ذلك بأنه “فشل” من الأمم المتحدة.
وأدت الزلازل في هذه المنطقة إلى تفاقم المعاناة المفرطة للسكان الذين يعانون بالفعل من الحرب الأهلية والغارات الجوية، في ظل نقص الخدمات ووجود مخيمات اللجوء الفقيرة بالمنطقة.
وبالرغم من تخفَّيف واشنطن العقوبات المفروضة على دمشق للسماح بتقديم أقصى قدر من المساعدة الإنسانية، لم تصل أي من المساعدات التي جاءت للنظام إلى المناطق المنكوبة، والتي بيعت بواسطة عناصر جيش النظام في شوارع دمشق.
وتتطلب تقديم المساعدات للمناطق المنكوبة، إعادة فتح جميع الطرق العابرة للحدود مع تركيا والمغلقة نحو سوريا.
وقد تم استخدام حق النقض (الفيتو) حتى الآن (ضد فتح هذه المعابر) من قبل الداعم الرئيسي للأسد، روسيا، في مجلس الأمن.
وكان تبرير فلاديمير بوتين هو حماية مبدأ السيادة الوطني، وهو أمر سيثير الضحك بلا رحمة في كييف (التي تشن موسكو حربا عليها منذ نحو عام).
وأضافت الصحيفة، إذا لم يكن بالإمكان الآن إقناع موسكو بمراجعة موقفها الساخر، فيجب على الأمم المتحدة والدول الغربية استكشاف السبل القانونية للتحايل على مجلس الأمن.
ولكن بالنظر إلى سجل الأسد الوحشي، فإن هذا المسار دون موافقته سيأتي بمخاطر.
وتابعت، باسم تخفيف البؤس الإنساني، ستكون هناك في النهاية حاجة إلى الدبلوماسية الماهرة والضغط الدولي إذا أردنا التغلب على الانقسامات الراسخة.
وزادت، كوارث بهذا الحجم تستلزم مناشدة القيم العالمية للتضامن والتعاون البشريين التي يمكنها أحيانا تجاوز العداوات التقليدية.
ويتحمل الغرب مسؤولية خاصة لإثبات هذه القضية، بعد أن وضع مأساة سوريا المستمرة بعيدا عن الأنظار في السنوات الأخيرة.
ومن بين الناجين اليائسين في إدلب وأماكن أخرى أولئك الذين أعُيدوا من الحدود الأوروبية وواجهوا الحواجز والأسلاك الشائكة.
وهؤلاء هم ضحايا الحرب والديكتاتورية والتطرف والآن الكوارث الطبيعية، ويحتاجون إلى دعمنا المتأخر وسيظلون بحاجة إليه لسنوات قادمة، بحسب الصحيفة.