أكدت وكالة “بلومبرج” الأمريكية أن الأرقام الأخيرة المعلنة حول زيادة نسبة التضخم في مصر كانت “أعلى من المتوقع” ومفاجئة للعديد من الاقتصاديين.
وكشفت جهاز التعبئة العامة والإحصاء المصري، عن ارتفاع معدل التضخم في المناطق الحضرية في مصر خلال يناير/كانون الثاني الماضي لأعلى مستوياته منذ 5 سنوات، نتيجة الزيادة الكبيرة في أسعار المواد الغذائية وأغلب السلع والخدمات.
ووفق بيانات الجهاز، قفز تضخم أسعار المستهلك في السوق المصرية إلى 26.5% على أساس سنوي، خلال يناير/كانون الثاني الماضي، صعودا من 21.9% في ديسمبر/كانون الأول السابق له، ليصل لأعلى مستوى له منذ ديسمبر/كانون الأول 2017، عندما ارتفع بنسبة 26%.
وعلى أساس شهري ارتفعت أسعار المستهلكين بنسبة 4.7% مقابل 2.1% خلال ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وفيما يتعلق بأسعار المواد الغذائية والمشروبات، فقد قفزت بنسبة 48% في يناير/كانون الثاني الماضي.
وكشف بيان الجهاز ارتفاع أسعار الحبوب والخبز خلال الشهر الماضي بنسبة 63.5% واللحوم والدواجن بنسبة 56.3%، والأسماك بنسبة 56.9%، والألبان والجبن والبيض بنسبة 60.3%، والخضروات بنسبة 33.5% سنويا.
وأكدت الوكالة أن السبب في ارتفاع الأسعار هو أن المنتجين “ما زالوا يحيلون فواتير الاستيراد المرتفعة إلى المتسوقين”.
وتابعت أن الأسعار ارتفعت على أساس شهري بنسبة 4.7% مقارنة بنسبة 2.1% في ديسمبر/كانون الأول مدفوعة بزيادة شهرية بنسبة 10.1% في أسعار الغذاء والمشروبات.
ويأتي ذلك بعد سلسلة من تخفيضات قيمة العملة منذ مارس/آذار 2022 ونقص في العملات الأجنبية وتأخيرات مستمرة في إدخال الواردات إلى البلاد، وفقد الجنيه المصري 50% تقريبا من قيمته منذ مارس/آذار الماضي.
وجاء الارتفاع في الأسعار مع انخفاض الجنيه بنسبة 18% في الشهر الماضي وحده.
وتراجعت العملة المصرية بنسبة 0.6%، لتصل إلى أدنى مستوى لها في شهر تقريبا عند 30.54 مقابل الدولار.
وأدى التضخم إلى تحول عوائد أذون وسندات الخزانة المصرية إلى مستوى سلبي عند تعديلها وفقا للتضخم، ما أدى إلى الحد من جاذبية المستثمرين الأجانب للأوراق المالية المحلية في وقت تسعى فيه مصر إلى تدفق العملات الأجنبية، حسب “بلومبرج”.
ووصل متوسط العائد على بيع الحكومة لسندات الخزانة لأجل 12 شهرًا، إلى مستوى قياسي بلغ 22.126%.
وقالت “بلومبرج” إنه من المرجح أن تتسارع الأسعار أكثر على المدى القصير، مدفوعة بارتفاع متوقع في الوقود وزيادة الطلب خلال شهر رمضان المبارك، الذي يبدأ في نهاية مارس/آذار المقبل ويتسم بالتجمعات العائلية والوجبات الكبيرة.