خرج الآلاف من التونسيين إلى الشارع الرئيسي بالعاصمة للمطالبة برحيل رئيس البلاد قيس سعيّد، في ذكرى الثورة التي أطاحت بنظام زين العابدين بن علي عام 2011.
وسار المحتجون عبر شارع الحبيب ثامر وصولا إلى شارع الحبيب بورقيبة، مرورا عبر مقر السفارة الفرنسية، رافعين شعارات ضد الرئيس سعيّد، وسط تواجد أمني كثيف.
ويطالب المحتجون برحيل سعيّد في ظل الأزمة السياسية والاقتصادية التي تعيشها البلاد منذ أن قرّر الرئيس احتكار السلطات في 25 تموز/ يوليو 2021.
وتأتي التظاهرات استجابة لدعوات قوى سياسية ومدنية وحقوقية مختلفة، تحت شعار “ارحل”، في ذكرى الثورة التونسية التي توافق 14 كانون الثاني/ يناير.

وشددت السلطات الإجراءات الأمنية وكثفت حضور قوات الشرطة أمام مبنى وزارة الداخلية إلى جانب مدافع المياه.
وأكّد الرئيس التونسي الأسبق محمد المنصف المرزوقي، أن زخم المظاهرات التي شهدتها العاصمة التونسية ضد الرئيس قيس سعيد، اليوم السبت، تعدّ محصّلة لغضب الشعب الذي يريد إسقاط النظام.
وأضاف، أن نظام قيس سعيّد هو نظام حكم فردي غير ديمقراطي وجب التصدي له، قائلًا في هذا السياق: “عادت الأفعى فعدنا لها بالنعال”، في إشارة منه لـ”عودة الشعب إلى الشارع مع عودة الدكتاتورية إلى الواجهة”.
وتابع المرزوقي: “ما شهدناه اليوم هو رسالة لا أعتقد أنها موجهة إلى هذا الشخص، لأنه لا يفهم هذه الرسائل، فقد سبق ووجهّت له رسائل متعددة”.
وقالت شيماء عيسى، وهي ناشطة شاركت في ثورة 2011 “كنا في شارع بورقيبة في يناير/ كانون الثاني في 2011 .. حين لم يكن سعيّد وكان يتقرب من حزب التجمع (حزب بن علي) ..اليوم يغلق الشارع أمامنا .. سنصل إلى الشارع مهما كان الثمن.. أمر حزين ومخزٍ أننا نتظاهر ضد الاستبداد بعد 12 عام من الثورة”.
في 2021 حل قيس سعيد البرلمان المنتخب، وبدأ في إعادة تشكيل النظام السياسي، لكن ضعف الإقبال على انتخابات ديسمبر/كانون الأول لاختيار أعضاء مجلس تشريعي جديد بلا سلطات في الغالب كشف عن ضعف التأييد الشعبي لما أجراه من تعديلات.
وتأتي الاحتجاجات في ذكرى مرور 12 عاما على اليوم التالي للإطاحة بالرئيس السابق زين العابدين بن علي، وبالنسبة لمعظم الأحزاب التونسية ومنظمات المجتمع المدني في البلاد، يعتبر يوم 14 يناير/ كانون الثاني ذكرى الثورة.
ومع ذلك، غيّر سعيّد من جانب واحد موعد الذكرى الرسمي وقال إنه يعتبر يوم 14 يناير/كانون الثاني لحظة ضلت فيها الثورة.