كانت رئيسة الوزراء التونسية نجلاء بودون في طريقها لحضور منتدى باريس الخامس للسلام في 10 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، لكنها دُعيت إلى القصر الرئاسي في قرطاج، ليبلغها الرئيس قيس سعيد بإلغاء رحلتها إلى باريس، بحسب ما نقل موقع Africa Intelligence الاستخباري الفرنسي عن مصادر خاصة، الإثنين 21 نوفمبر/تشرين الثاني.
بحسب مصادر الموقع، فإن هذه الخطوة جاءت بعد انتقادات حادة واجهتها نجلاء بودن بعد ابتسامات مع الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ خلال الصورة الجماعية التقليدية للقادة في قمة المناخ بمدينة شرم الشيخ المصرية.
وتتولى نجلاء بودن منصب رئيس الوزراء منذ ما يزيد قليلاً على عام، ولكن يبدو أنها تواجه صعوبات كبيرة؛ فهي عالقة بين مباحثات صندوق النقد الدولي، الذي لم يوافق بعد على قرض بقيمة 1.9 مليار دولار، والتدهور المستمر للاقتصاد التونسي. وظهر جدل جديد فاقم من هذه الصعوبات وقد يؤدي إلى إقالتها نهاية هذه العام.
انتقادات لم تتوقف
وحرص حزبا الشعب والعمال، المواليان للرئيس سعيد، على تذكير الأخير بالموقف الداعم للفلسطينيين الذي تبناه خلال الحملة الانتخابية لعام 2019 التي أوصلته إلى السلطة. وذكره البعض أيضاً بتصريحاته في قمة جامعة الدول العربية في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني 2022 في الجزائر العاصمة حين قال إنه يعتبر التطبيع الأخير للعلاقات بين عدة دول عربية وإسرائيل “مظلمة القرن” و”خيانة عظمى”.
ولم تتوقع بودن أن تُستهدف عند عودتها من مصر بهذا الوابل من الانتقادات، الذي أطلقته وسائل الإعلام، أو بهجمات من الحركات اليسارية القومية العربية.
بحسب الموقع، فإن الرئيس سعيد، الحريص على إرضاء الموالين له قبل شهر فقط من الانتخابات النيابية، يفكر في إقالة رئيسة وزرائه المحاطة بالجدل. وطُرحت عدة أسماء لتحل محلها، مثل اللواء مصطفى الفرجاني، الوزير الاستشاري لرئيس الجمهورية، أو وزير الشؤون الاجتماعية مالك زاهي.
على أن سعيد عدل عن رأيه في الوقت الحالي؛ إذ تؤدي نجلاء دوراً استراتيجياً مع بعض المانحين، في وقت تنتظر فيه تونس القرار النهائي من مجلس إدارة صندوق النقد الدولي للإفراج عن الدفعة الأولى من قرض الـ 1.9 مليار دولار.