في خطوة مفاجئة، أعلنت مجموعة من النساء المتضامنات مع الأكاديمية والناشطة المصرية ليلى سويف تعليق الوقفة الاحتجاجية التي كانت مقررة اليوم الثلاثاء أمام نقابة الصحافيين في القاهرة. الوقفة كانت تحمل رسالة تضامن حاسمة مع سويف التي تخوض إضرابًا مفتوحًا عن الطعام منذ أكثر من 240 يومًا للمطالبة بالإفراج عن ابنها المعتقل علاء عبد الفتاح.
لكن قرار التعليق لم يكن تراجعًا، بل مناورة تكتيكيةماء
تأجيل لا يعني الصمت
بحسب بيان المجموعة النسوية، فإن تعليق الوقفة لا يعني التراجع عن المطالب، بل يأتي حفاظًا على فرص قانونية يُفترض أن تؤدي إلى الإفراج عن عبد الفتاح. ورغم أن سويف تخوض معركة جسدية قاسية على مشارف الانهيار الصحي، فإن قرار تأجيل الحراك الميداني يعكس وعيًا بخطورة المرحلة وتقاطعاتها السياسية.
قلق نقابي وحرج سياسي
مصادر مطّلعة أشارت إلى أن القرار جاء بعد مشاورات مكثفة مع محامين ونشطاء ونقابيين، وسط مخاوف من أن تُستخدم الوقفة ذريعة للضغط على نقابة الصحافيين، أو لتأجيج خطاب مضاد يُحمّل التحرك الشعبي مسؤولية عرقلة الحل القانوني المنتظر.
المعضلة القانونية المستمرة
أحد محاور الخلاف الجوهري يكمن في احتساب فترة الحبس الاحتياطي التي قضاها عبد الفتاح بين 2019 و2022 ضمن مدة عقوبته الحالية البالغة خمس سنوات. وبينما يؤكد محاموه أن مدته انتهت قانونيًا في سبتمبر 2024، تصر النيابة على عدم احتساب تلك الفترة، ما يُبقي عبد الفتاح قيد الاعتقال.
إضراب سويف: صمتٌ يُدوّي
في خضم هذه التعقيدات، تبقى ليلى سويف في صلب المعركة. الإضراب المستمر أنهك جسدها، وقد فقدت أكثر من 30 كغم من وزنها، وسط تحذيرات طبية من أن استمرار الإضراب قد يؤدي إلى تلف في القلب أو الدماغ. إنها تضحي بحياتها، حرفيًا، من أجل إنقاذ ابنها.
ما بين القاهرة ولندن.. مسارات ضغط متعددة
رغم تعليق الوقفة، تواصل المجموعة المتضامنة التحرك عبر المسارات الحقوقية والدبلوماسية الدولية، بما في ذلك التواصل مع منظمات أوروبية والضغط على بريطانيا، نظراً لأن علاء يحمل الجنسية البريطانية.
ما القادم؟
بين صمت الدولة، وصمود سويف، وتردد النقابة، يبدو المشهد مفتوحًا على احتمالات متضاربة: إما أن تنجح المساعي القانونية في الإفراج عن عبد الفتاح، أو أن تضطر الحركة الشعبية للعودة إلى الشارع، بثقل أكبر وغضب أوسع.
وفي الحالتين، يظل صوت ليلى سويف – الجائع، الواهن، والمُصر – أقوى من أن يُهمَّش، حتى وهو يصدر من جسد أنهكه الإضراب.