خيم الحزن على قرية دلجا التابعة لمركز دير مواس بمحافظة المنيا في صعيد مصر، عقب وفاة أربعة أطفال أشقاء من عائلة واحدة خلال أقل من 48 ساعة، في ظروف لا تزال غامضة، وسط صدمة كبيرة بين الأهالي، وفتح تحقيق عاجل من قبل الجهات المعنية.
وبحسب مصادر محلية، فإن الأطفال المتوفين هم: محمد (11 عامًا)، ريم (10 أعوام)، عمر (7 أعوام)، وأحمد (5 أعوام)، وقد ظهرت عليهم أعراض صحية مفاجئة وخطيرة، شملت ارتفاعًا حادًا في درجات الحرارة، تشنجات عصبية، اضطرابات في الوعي، وغثيان مستمر.
تم نقلهم على الفور إلى مستشفى دير مواس المركزي، حيث توفي ثلاثة منهم رغم محاولات الإنقاذ، فيما تُوفي الطفل الرابع لاحقًا بعد نقله إلى مستشفى المنيا التخصصي.
وفي تطور خطير، أُصيبت شقيقتان أخريان من نفس العائلة، هما فرحة (14 عامًا) ورحمة (12 عامًا)، بأعراض مشابهة، وتم نقلهما إلى قسم السموم في مستشفى المنيا الجامعي، لإجراء فحوصات دقيقة، وسط مخاوف من وجود مرض معدٍ أو حالة تسمم غامض.
اشتباه في التهاب السحايا والتحاليل جارية
مصدر طبي صرّح أن التشخيص المبدئي يرجح الإصابة بعدوى التهاب السحايا، وهو مرض يصيب الأغشية المحيطة بالدماغ والحبل الشوكي وقد يكون قاتلاً إذا لم يُشخّص مبكرًا. وأكد أن التحاليل المخبرية لا تزال قيد التنفيذ لتحديد طبيعة العدوى أو مصدر التسمم بدقة.
التحقيقات جارية وتفتيش شامل لمحيط العائلة
من جهتها، فتحت الجهات الأمنية تحقيقًا موسعًا في الواقعة، وتم استدعاء مفتش الصحة ومسؤولي الطب الوقائي، الذين أجروا فحصًا شاملاً لمنزل العائلة، بما في ذلك تحليل عينات من المياه والطعام والهواء، في محاولة للكشف عن أي ملوثات أو مواد سامة محتملة.
كما شُكّلت لجنة طبية متخصصة من مستشفى دير مواس والمركز الإقليمي للسموم لمتابعة حالتي الطفلتين المصابتين وتقديم الرعاية اللازمة.
المجتمع المحلي يطالب بالحقيقة والدعم
تسود حالة من القلق والحزن في قرية دلجا، حيث يطالب الأهالي بكشف الملابسات الحقيقية وراء وفاة الأطفال، وتوفير الدعم النفسي والطبي الكامل للعائلة المنكوبة، وسط مخاوف من انتشار مرض معدٍ في المنطقة.
وأعلنت وزارة الصحة المصرية أنها تتابع الموقف لحظة بلحظة، مؤكدة أنها ستُعلن نتائج التحقيقات فور الانتهاء من الفحوصات الطبية والتقارير الجنائية.
دعوات لتعقيم شامل وحملات توعية
في ظل الغموض المحيط بالواقعة، تتزايد الدعوات لتكثيف حملات التوعية الصحية والتعقيم البيئي في القرية، لحماية السكان، والتأكد من خلوّ المنطقة من أي مصادر خطر، في انتظار ما ستكشفه نتائج التشريح والتحاليل النهائية خلال الأيام المقبلة.