في مشهد نضالي مؤثر، عادت الأكاديمية المصرية ليلى سويف إلى لندن بعد زيارتها الأخيرة للقاهرة، لتستأنف إضرابها الكامل عن الطعام من أجل الإفراج عن ابنها المعتقل السياسي علاء عبد الفتاح، الذي أنهى مدة حكمه القانونية دون أن يتم الإفراج عنه حتى الآن.
منذ يوم الثلاثاء الماضي، تقف سويف يوميًا لمدة ساعة أمام مقر الحكومة البريطانية في 10 داونينغ ستريت، يرافقها أفراد من العائلة وأصدقاء ومتضامنون، في اعتصام مفتوح للضغط على الحكومة البريطانية للتدخل الفوري لإنهاء معاناة ابنها، الذي يحمل كذلك الجنسية البريطانية.
تحرّك سياسي… وضغط شعبي يتصاعد
إضراب سويف بدأ يلقى صداه داخل أروقة القرار في لندن، حيث أجرى رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر اتصالًا مباشرًا مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، دعا خلاله للإفراج العاجل عن علاء، مؤكدًا على ضرورة “إنهاء معاناة علاء وعائلته وتمكينه من العودة إلى أهله”.
سويف عقّبت على الاتصال بقولها إن البيان البريطاني بدا أكثر صراحة من أي وقت مضى في مطالبته بالإفراج، مشيرةً إلى صمت الجانب المصري المعتاد، حيث لم يصدر أي توضيح رسمي بشأن وضع ابنها.
معركة قانونية مستمرة
خلال زيارتها الأخيرة لمصر، قدّمت ليلى سويف طلبين جديدين للنائب العام المصري للمطالبة بالإفراج عن علاء بعد إتمامه مدة محكوميته البالغة خمس سنوات، والتي بدأت باعتقاله في سبتمبر 2019 بتهم تتعلق بنشر أخبار كاذبة.
لكن بحسب المحامي الحقوقي خالد علي، تم رفض احتساب مدة الحبس الاحتياطي، وهو ما يعني إبقاء علاء في السجن حتى عام 2027. في المقابل، ترفض السلطات المصرية الاعتراف بجنسيته البريطانية أو السماح بزيارة قنصلية من السفارة البريطانية.
تضامن واسع في لندن.. ورسائل دعم من غزة وسوريا
تقول ليلى سويف إن التضامن داخل بريطانيا “يمدّها بطاقة عظيمة”، مشيرة إلى زيارات يومية من نواب البرلمان، ومداخلات لوردات بريطانيين، وتغطية مستمرة من الإعلام والمنظمات الحقوقية.
وتضيف أن أكثر ما يؤثر فيها عاطفيًا هي رسائل الدعم التي تتلقاها من غزة وسوريا ودول تعيش أزمات إنسانية قاسية، معتبرة أن هذا التضامن “يمنحها عزيمة أقوى رغم التدهور الجسدي”.
يُذكر أن سويف نُقلت إلى المستشفى في فبراير الماضي بعد 156 يومًا من الإضراب الكلي، قبل أن تبدأ إضرابًا جزئيًا دام ثلاثة أشهر، ثم تعود هذا الأسبوع إلى الإضراب الكامل مجددًا، متوقفة عن أي مكملات غذائية وتكتفي فقط بالأعشاب والقهوة السوداء وأملاح التجفاف، بعد أن فقدت أكثر من 30 كغم من وزنها.
وعن وضعها الصحي قالت سويف:
“الحمد لله.. لا زلت واقفة. جسديًا أضعف، لكن معنويًا أنا ممتازة”.